كارول عبود… “السّجينة” التي تفوّقت على أبطال الصف الأوّل
عدت بما يلبّي طموحي ونجاح العمل يكون بكل ممثليه
استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا استثنائيًا في عالم التمثيل بَلَغته عبر المثابرة والانتقائية، فهي لا تختار إلّا الأدوار التي “تلائمها” بمعزل عن اغراءات النجومية، وبذلك صِيْغَ اسمُها بأحرفٍ من ذهب، كارول عبود، الممثلة والمنتجة والمخرجة، التي لم تغب إلّا لتعود بما “يلبّي طموحها”، شاركت في “أولاد ادم” فسطع نجمُها، وتفوّقت “السجينة” صاحبة الدور الثاني على أبطال الصف الأوّل في العمل.
غابت أعوامًا عن الساحة الفنيّة ما بين 2000 و2012، “شعرتُ أنّ ما كان يُقدّم آنذاك على صعيد صناعة الدراما لم يعد يلبّي طموحي، فاتجهت إلى المسرح والسينما، وسافرتُ كثيرًا” تقول كارول لـ”أحوال”.
هذه الحال لم تدم، بل عدلت عن موقفها وعادت إلى قواعدها مع بداية الدراما المشتركة، إذ أصبحت الأعمال إنتاجيًا أقوى، ما انعكس على النص والإخراج، تقول “عدتُ ببساطة لأنّ مستوى الأعمال تطعّم بتراكم الخبرة الكبيرة التي جلبها السوريون سواء مخرجون أو كتّاب أو ممثّلون”.
وتضيف مستدركةً: للمفارقة كلّ الأعمال التي شاركت بها كان من ضمن فريق عملها لبنانيون، مثل”قيامة البنادق” و “ملح التراب” و “مرايا الزمن” و”اولاد آدم” و”النحات”.
يرى النقاد في تجربتها في مسلسل “أولاد آدم” مع المخرج اللّيث حجو، أنّها خطفت الأضواء من نجوم العمل الأساسيين، فإلى أي مدى تنصف الأدوار الثانية الممثلين؟ عن هذا السؤال تجيب كارول “لا أعتقد أنّ أحدًا يخطف شيئًا من أحد. كل ممثل مسؤول يؤدي دوره بأفضل ما يمكن والأمر ليس مبارزة، بل مساندة. صحيح أنّ الدور “الثانوي” مساحته أقل ومجال اللّعب بالتالي أقل، لكنّ نجاح العمل يكون بكلّ ممثليه”.
وفي حين برزت دراما السجون كظاهرة عالمية، إلّا أنّها لا زالت مغيّبة في عالمنا العربي، قبل أن تقدّم كارول في “أولاد ادم” دور السّجينة، فما هي التحديات التي قد تواجه صاحب الدور الذي يلعب داخل جدران أربعة في حيز مكاني ضيّق؟ تقول “الحيّز المكاني الضيّق دراميًا ممكن أن يضيف للممثل. يوجد العديد من الأفلام مصوّرة بما يسمّى بـhuis clos (أي مكان أوحد مغلق عن ما هو خارجه) خاصة إذا كان المكان غني إنسانيًا مثل السجن.
وتعقيبًا تقول: “آخر مشهد صوّرته لشخصية “عبلا” كان لحظة خروجها من السجن، استدارت ونظرت للمرّة الأخيرة وكأنّها ما كانت ترغب بمغادرة المكان، وأنا كممثلة “شعرتُ بالشيء نفسه”.
في الآونة الأخيرة اكتسحت الدراما العربية المشتركة فناناتٌ قادماتٌ من بوابة الجمال، في المقابل شهدنا “تراندًا” عالميًا عبر نتفليكس قاعدته “الموهبة أوّلًا”، فهل موضة الجميلات غير الموهوبات إلى انحسار؟ تردّ كارول عبّود “الناس، أي الجمهور، سيصبح هو من يقرّر ما يريد أن يرى بوجود السوق الجديدة للدراما أي المنصّات الرقمية، الجمهور أصبح مطّلعًا على ما يُقدّم في الغرب ويستطيع الاختيار”.
وعن مسلسل “النحّات” الذي تمّ تصويره في ظروف صعبة جدًا، والذي بدا مقطّعًا، لا بداية له ولا نهاية، ترى فيه الممثلة “الأسيرة” مسلسلًا جميلًا إلّا أنّه لم يأخذ حقّه في التصوير والعرض بسبب وباء كورونا، كاشفةً أنّ لا جزء ثاني منه “للأسف”.
كارول العائدة إلى الساحة بظروف صعبة بحيث يعاني البلد اقتصاديًا وصحيًا، لم تتوقف عن العمل إلّا أنّها تلتزم بأقصى معايير الحذر، “نكمل التصوير عبر أخد الاحتياطات كما يجب أن يفعل كل من يذهب إلى عمله والتلامذة في مدارسهم وجامعاتهم. بالنهاية الحياة العملية لن تقف”.
وعن مشاريعها المقبلة، ومع “استحالة وجود مسرحيات بسبب الوباء وإقفال المسارح، وصعوبة إنتاج السينما بالظروف الاقتصادية العالمية، يتّجه الخيار الآن للعمل في الدراما، دائمًا مع الحرص على اختيار الدور الأنسب، والإنتاج الذي يحرص على صناعة الأفضل. لدي أعمال ستصوَّر قريبًا أتحدّث عنها حين تعرض”.
يبقى الأمل في أن تتحسّن الأوضاع على جميع الأصعدة، حتى لا يُحرم الناس من فسحةٍ راقية للتعبير سواء كممثلين أو كجمهور.
حسين رسلان